الرئيسية / من هنا و هناك / أسوشييتد بريس: هل طلب ترامب من السعودية دفع ثمن صفقة القرن؟!

أسوشييتد بريس: هل طلب ترامب من السعودية دفع ثمن صفقة القرن؟!

قالت صحيفة واشنطن تايمز إن ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمضت نحو عامين كاملين في اجراء اتصالات واسعة مع قوى خليجية غنية ورجال أعمال أثرياء من الفلسطينيين أنفسهم، وذلك تمهيدا لطرح “صفقة القرن” التي سيجري الاعلان عنها بعد انتهاء شهر رمضان.

 

وأضافت الصحيفة إن الاتصالات استهدفت تأمين استثمارات مالية ضخمة لتطوير الاقتصاد الفلسطيني وتطوير البنية التحتية تتكفل بها المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول، مشيرة إلى أن الخطة ستُعلن خلال الأسابيع القادمة.

 

وأشارت إلى أن صهر الرئيس ترامب ومستشاره الأول، جاريد كوشنر، يتولى تلك المهمة، حيث تمكّن من تطوير علاقة وثيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما أنه زار الرياض مؤخرًا في رحلة شملت التوقف في دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان.

 

وبينما تحيط الادارة الأمريكية خطتها “صفقة القرن” بكثير من السرية، أعلن كوشنر من واشنطن يوم الثلاثاء أن الدبلوماسيين الأمريكيين ينتظرون التشكيل الرسمي للحكومة الجديدة في إسرائيل ونهاية عطلة شهر رمضان في 4 يونيو “ليضعوا خطتهم للسلام أمام العالم”.

 

وقالت الصحيفة إن السؤال الرئيس الذي لم تتم الإجابة عليه هو مصير فكرة حل الدولتين التي يتمسك بها القادة العرب عموما ويثير التخلي عنها قلقا لديهم، حيث يقول مسؤولون أمريكيون إن خطتهم ستكون بمثابة لعبة تغيير اقتصادية.

 

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان قوله في مقابلة معها في السفارة الأمريكية في نيويورك هذا الشهر: “إننا نعتقد أن هناك جوعًا في المنطقة من أجل الأمل والأمل الاقتصادي بشكل خاص، ونعتقد أن هناك فرصة للفلسطينيين”.

 

وتشير الصحيفة إلى أن فريدمان -الذي يعمل عن كثب مع كوشنر على اللمسات الأخيرة للخطة- يؤيد بشدة توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

 

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إن ترامب فقد أي فرصة للدعم الفلسطيني عندما تجاهل طلبات السلطة الفلسطينية بعدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وأنهى عقودًا من التمويل الأمريكي للأمم المتحدة.

 

وأضاف عريقات إن إعلان ترامب الأخير بأن الولايات المتحدة تعترف بسيادة إسرائيل على أجزاء من مرتفعات الجولان التي تم احتلالها والاستيلاء عليها من سوريا قد عززت الشكوك الفلسطينية من أن هذه الإدارة لا يمكن الوثوق بها كوسيط أمين.

 

وأشار إلى أن تحركات واشنطن المؤيدة لإسرائيل خلال العامين الماضيين قوضت بحدة شرعية السلطة الفلسطينية في عيون الفلسطينيين الذين يلومون المنظمة التي كانت واشنطن تدعمها ذات يوم كبديل معتدل لحركة حماس لكونها منغمس في التفكير في إقامة دولة فلسطينية معترف بها من قبل إسرائيل يمكن تحقيقها سلمياً.

 

وقال عريقات إنه منذ تولي الرئيس ترامب منصبه “لم يفعل شيئًا سوى تدمير المعتدلين الفلسطينيين”.

 

قال مارتن كرامر، باحث أمريكي إسرائيلي في كلية شاليم بالقدس، إن إدارة ترامب تقوم بتهيئة ظروف ليصبح الفلسطينيون أكثر يأسًا من أي وقت مضى من أجل التوصل إلى تسوية ما.

 

وأضاف إن النهج المعتاد في التفاوض هو أن نقول “حسنًا، نحن نحتفظ بأرضك وعليك القيام بهذه الأمور للحصول عليها وصنع السلام والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، مشيرا إلى أن “ترامب وكوشنر يعملان كتجار العقارات؛ يأتون ويقولون، انظر، هذه هي الصفقة التي نقدمها لك، يمكنك أن تأخذها اليوم أو سنعطيك صفقة أخرى في غضون أسبوع، لكنها ستكون أقل. لن يكون أكثر من ذلك. سيكون أقل”.

 

داود كتّاب، باحث وصحافي فلسطيني، قال إن ممارسات الأمريكيين والإسرائيليين ستأتي بنتائج عكسية ما لم يجدوا طرقاً للعودة ودعم الحكومة الفلسطينية.

 

وقال كتّاب: “عندما يكون الناس جائعين، فإنهم يتصرفون في بعض الأحيان بطرق غير عقلانية لأنه ليس لديهم ما يخسرونه”.

 

وفي هذا السياق، يقول أحد المراقبين الإقليميين إن الفلسطينيين “يصرخون من أجل زيادة الاهتمام فقط، تماما كمن يقف على جسر ويصرخ إنه سيقفز من أعلاه لجلب الانتباه”.

وبينما يرجّح المراقب “أن يدعم جميع المشتبه بهم المعتادين في المنطقة مثل هذه المواقف سواء كانت مصر أو السعوديين”، رفض فريدمان تأكيد ما إذا كانت الإدارة تسعى للحصول على الدعم، أو على الأقل القبول، من المملكة العربية السعودية أو غيرها من الملكيات العربية كجزء من خطة السلام الوشيكة.

وقال مصدر آخر على دراية بالخطة إن كوشنر وفريقه أجروا “لقاءات خلفية” مع قادة رجال الأعمال الفلسطينيين “للالتفاف” على السلطة الفلسطينية.

الأمر الاخر اللافت كان رفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو خلال جلسة للكونجرس الحديث فيما إذا كانت الولايات المتحدة ما زالت تدعم حلّ الدولتين، وهو ما يشير إلى أن “خطة ترامب للسلام لن تحمل أي تشابه مع النماذج السابقة لحل الدولتين” بحسب دانييل شابيرو من معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية بجامعة تل أبيب.

وقال شابيرو، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل في إدارة أوباما: “بدلاً من ذلك، يبدو أن الخطة تهدف إلى إدامة مناطق معزولة ذات حكم ذاتي فلسطيني محدود تحت السيطرة الإسرائيلية الشاملة. وهذا يهدف إلى تقديم فوائد اقتصادية للفلسطينيين بدلاً من تحقيق تطلعاتهم السياسية في الدولة”.

ويشكك شابيرو في امكانية أن يقبل الفلسطينيون أو حلفاؤهم بالمقايضة، مشدد على أن “الدول العربية لن تقبل بهذا الحل، ولن تؤيدها أي دولة عربية، ولن تموّلها”.

هل سيدفع السعوديون؟

بينما زار كوشنر الرياض في فبراير ، لم يقل شيئًا علنيًا عن الدور السعودي في مقترح السلام ولم يقدم أي تفاصيل في مقابلة مع سكاي نيوز عربية.

وقال كرامر إنه لا يوجد أدنى شك في أن الخطة الأمريكية ستتمحور حول الوعد الاقتصادي للفلسطينيين وجعل السعوديين يدفعون ثمنها.

وأضاف: “من الواضح أن أساس هذه الخطة سيكون السلام الاقتصادي؛ وصرف الكثير من المال”، لكن عريقات يقول “إن فريق ترامب يعيش في عالم خيالي إذا اعتقد أن الرياض ستدعم خطة لا تنتهي بإنشاء دولة فلسطينية شرعية مستقلة، حيث أن الفلسطينيين حصلوا على تطمينات مراراً وتكراراً من السعودية ومن محمد بن سلمان والملك سلمان وغيرهم، أنهم لن يغيروا مبادرة السلام العربية”.

وأشار إلى أن القدس هي موطن المسجد الأقصى الذي صعد منه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى الجنة، وهو أحد أقدس المواقع في الإسلام.

واختتم عريقات حديثه بالقول: “دعنا نختصر القصة الطويلة، لا أعتقد أن أي عربي سيكون جزءًا من هذا، فهل تعرف معنى قبول بعض المسلمين لسيادة إسرائيل على المسجد الأقصى؟ إنه يعادل إنكار وجود النبي محمد”.

(أسوشييتد بريس)