الرئيسية / كتاب الموقع / نفحات رمضانية(٣)  أستطيع

نفحات رمضانية(٣)  أستطيع

نفحات رمضانية(٣)

أستطيع

د.ثامر عبد المُهدي حتاملة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

*في شهر رمضان أكتشفتُ أني أستطيع:*

أستطيع صيام كل يوم اثنين وخميس أو الأيام البيض من كل شهر وطوال العام، ها أنا أستطيع الصيام بكل سهولة والأمر ليس بحاجة إلى معجزة كما تخيَّلت، إنما لم أحاول.

اكتشفتُ أني أستطيع قراءة جزء من القرآن كل يوم وأستطيع ختم القرآن كل شهر مرة، والأمر ليس صعباً أو لا يوجد وقت كما يخبرني الشيطان أو أن الأمر مستحيل.

عندما أستيقظ للسحور والطعام في رمضان؛ اكتشفت ان الاستيقاظ لصلاة الفجر سهل وليس معجزة، إنما أنا لم أكن أحاول.

اكتشفتُ أني أستطيع مساعدة الفقراء والتصدق كل يوم بما أجده، فالإعطاء يعني العطاء والبناء في المجتمع، فهذا الفقير موجود طوال العام، وليس فقط في رمضان، لماذا فقط تراه عيني في رمضان؟ ثم أنساه.

في رمضان اكتشفتُ أني أستطيع صلاة قيام الليل، فالأمر لا يأخذ ذلك الوقت الكثير، وليس بتلك الصعوبة التي كنتُ اتخيّلها.

في شهر رمضان اكتشفتُ أني أستطيع زيارة ارحامي، وتفقّد أقاربي وأهلي، والأمر ليس بتلك المشقة.

في رمضان اكتشفتُ أني أستطيع الابتعاد عن الطعام والشراب أكثر من ١٦ ساعة ، وكذا الناس مثلي، مما يعني أننا نستطيع ترك التدخين؛ والمال الذي يضعه الناس في التدخين يمكنهم توفيره والذهاب في عمرة أو عمل خير مكانه.

اكتشفتُ في رمضان أني أستطيع الصبر وتحسين أخلاقي، وتغيير ما فيَّ من ضيق أخلاق.

في شهر رمضان اكتشفتُ أني أستطيع تغيير نفسي وعاداتي، اكتشفت صفاء نفسي وفطرتها التي تلاشت خلف غيوم ذنوبي وظلالها.

اكتشفتُ أن رمضان شهر الثورة على العادات؛ التي ربما تكون سيئة في حياتي اليومية، ولكن حكمة الله ولطفه؛ أن يعيد رمضان علينا كلَّ سنة دورة تدريبية لاكتشاف نفسي وقِيَمي والعودة إلى فطرتي التي خُلِقتُ عليها من: صفاء نفسٍ، وطيب خُلُقٍ، وعطاء وبناءٍ.

اكتشفتُ أنّ رمضان هبةٌ سنوية من الله لي.

اللهم خذ بنواصينا إلى البِرِّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى.

كتبه

د.ثامر عبد المُهدي حتاملة

عضو رابطة علماء الأردن