الرئيسية / كتاب الموقع / من التراث الرمثاوي / اكلات شعبية الجزء الثاني

من التراث الرمثاوي / اكلات شعبية الجزء الثاني

من التراث الرمثاوي / اكلات شعبية

الجزء الثاني :

الدكتور سعيد البشير

من الاكلات الشعبية التي كانت منتشرة على نطاق واسع في الرمثا ، في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي ، استطيع ان أصنفها على النحو التالي :

اولاً :- الأكلات التي يكون البرغل او سميدة القمح هو المكوّن الرئيس فيها :

١- الكِباب -او الكبة : وهي سيدّة الاكلات الشعبية بلا منازع ، وكانت تؤكل على نطاق واسع في تلك الازمان ولا تزال . والكِباب على ثلاثة انواع من حيث المكونات :

ا – الكِباب التي تُعمل وتطبخ في هذه الايام ، وهي غنية عن الشرح والتعريف . ب- اكباب العرس : وكانت تُعمل ( وتكبكب ) ليلة العرس بمساعدت النساء من الأقارب والجيران ، حتى انّ الرجال كانوا يساعدون النساء بتدعيك البرغل او السميدة المبلولة بالماء . وكانت النساء يُمضين الليلة بطولها وهنّ ( يكبكبن ) على الحان الغناء الخاص بذلك :

يا مين عاونا يا مين عينا

محمد يعاونا واحمد يعينا

يا مين يرد الحمل لصار مايل

وبعد الكبكبة ، يطبخن الكباب بالقدور . وتوضع هذه الكباب على المناسف الى جانب قطع اللحم المطبوخ مع اللبن ، يوم الْقْرى ، أي يوم العرس . والجزء الآخر يوزع على النساء اللواتي احضرنا العونات من حبوب القمح او من الرز في الآونة الاخيرة . وهذا النوع من الْكِباب يشبه تماماً الكباب التي تُعمل هذه الأيام ، باختلاف بسيط وهو انّ أنّ القشرة الخارجية للكبة ( أي السميدة المبللة بالماء والمدعّكَة ) تُخلط بهبرة اللحم المدقوق تماماً حتى تصبح مثل ( مخ الدويري ) كم يقولون . وامّا الحشوة فلا يوضع معها اللحم المفروم بتاتاً، كما في كباب هذه الايام ، بل تكون الحشوة مكونة من البصل المفروم والمُذَبّل على النار بزيت الزيتون ، ثم يخلط معا بعض السميدة المنقوعة والمخلوطة بزيت الزيتون ، ومن ثم تحشى بها هذه الكباب .

ج- كباب الحيلة : وهي تشبه كباب العرس من حيث الحشوة ، ولكنها تختلف عنها من حيث القشرة الخارجية للكبة ، فلا يوضع معها هبرة اللحم المدقوق . لهذا سميت بكباب الحيلة ، حيث يحتالون عليها بعدم وضع ايّ نوع من اللحوم فيها .

٢ – الزقاريط : انّ عجينة الزقاريط هي نفس عجينة كباب الحيلة السالف ذكرها ، ولكنها تكون خالية من ايّ نوع من الحشوات ، بل تُشكّل على شكل كرات صغيرة الحجم قدر بيضة الحمام او اكبر بقليل ، ولا يدخل اللحم في مكوناتها . وبعد ذلك تطبخ مع لبن الشنينة ، لبن الجميد حتى تنضج وتقدم على الغداء او العشاء .

٣- الرشوف : والرشوف مكوّن من سميدة القمح بشكل رئيس ، ويوضع معها بعض العدس المسلوق ، ومن ثم يطبخ ايضاً مع لبن الشنينة ، لبن الجميد ، وتقدم على العشاء .

٤ – المفتول : وهي طبخة فاخرة لا تزال تطبخ حتى يومنا هذا . والمفتول البلدي عبارة عن برغل ينقع في الماء لمدة معينة حتى يطرى ، ومن ثم تقوم النساء بوضع البرغل المنقوع بعد تصفيته من الماء على طبق كبير او صدر كبير ، وترش فوقه الطحين البلدي ، وتقوم احدى النساء بفتله براحة اليد ، ثم تتركه قليلاً حتى يتنشف ، وتكون المرأة قد قامت مسبقاً بسلق الدجاج البلدي ( من الديكة ) او لحم الخروف او الجدي ، ومن ثم تضع المفتول الذي قامت بفتله بمرقة اللحم ثم تغطي القدر او اناء الطبخ باحكام تام ، وذلك بوضع بعض العجين على اطراف الغطاء كي لا يخرج البخار الذي يقوم بانضاج المفتول ، وبعد ان ينضج تقوم المرأة بسكبه في سدر كبير حسب عدد الافراد ، وتضع فوقه قطع اللحم او قطع الجاج المطبوخ وترش عليه بعض الحمص المسلوق ، وبعض السمن البلدي . والمفتول كان يطبخ على نطاق واسع في الرمثا ايام الشتاء الماطرة ، وذلك احتفاءًبهذه المناسبة الخيرة .

وكانت البنات يغنين بهذه الأغنية لسعادتهن بهذا الخير العميم من المطر :

اشْتَتْ الدنيا وطبخنا مفتول

زرعنا البدري عروس السهول

٥- المجدّرة : أكلة مقدرة ، والمجدرة من الطبخات التي لا تزال تطبخ حتى الآن ، وهي مكونة من البرغل والعدس ، يسلق العدس اولا لأنه يحتاج الو وقت للنضج اكثر من البرغل ، ثم يوضع البرغل فوق العدس ويطبخ حتى ينضجج ، ويقدح عليه بعض البصل المقلي مع زيت الزيتون .

٦- المنسف : وهو غني التعريف ، ولكنني اريد ان اوضع بعض الامور عن منسف زمان . لقد كان المكوّن الرئيس للمنسف هو سميدة القمح ولم يكن الرز يستعمل في المناسف في هاتيك الايام ، وكانت السميدة المطبوخة تسكب في اناء كبير قطره حوالي ١٢٠سم وارتفاعه حوالي ١٥سم ، ومصنوع من النحاس لأحمر المطلي من الداخل بالقصدير ( أي مبيّض ) ، واحجامه تختلف وفق مزاج ورغبات صاحب المنزل ، فمنه له حلقتين على جانبيه ، ويحمله رجلان ، ومنه له اربع حلقات على جانبيه ويحمله اربعة رجال .

وللمنسف آداب واتيكيت يجب مراعتها عند تقديم الطعام واثناء الأكل ، لا مجال لذكرها الآن . ويأكل من المنسف على الأقل ثلاث طورات ، ولا يهدر من الطعام شئ كما في هذه الايام .

٧- وهناك طبخة تسمى كشكية ، ولا اعلم كيف تطبخ ، ولم اتذوقها في حياتي .

وكان اهل الحارة الشمالية من الرمثا يعيرون اهل الحارة القبلية : أهل الحارة القبلية طباخين الكشكية ، علماً بأنني من الحارة القبلية .

الى اللقاء في الجزء الثاني من هذه الحلقة

4 تعليقات

  1. عزام الفندي

    كلام التراث جميل جدا جدا شكرا للكاتب

  2. خالد من خارج الاردن

    الله يعطك العافيه ما قصرت بس ما بظبط هلحكي لزم تحكي عن بعد الطعام المره القدمه عن الحلويات اذا سمحت والا موضوعك ناقص هيك ما بمشي الحال يعني الازاقيات وهيك شغلات

  3. ولعت
    الشباب والشياب قاعدين يتشهونوا
    طيب اعزمونا على طبخة زقاريط وكباب أحسن ما تشهونا على فاشوش

  4. محمد الربايعه

    الكشكية هي من الاكلات المعروفه ولا زالت الحاره الشماليه تطبخ الكشكيه ولها مذاق رائع وعشاقها كثر..طريقتها سهلة وطعمها رائع ومفيد وتدفئ الجسم وخاصة في وقت شتاء، وهي عبارة عن برغل او قمح مجروش يخلط معا باللبن الرائب ليكتسب حموضة ومن ثم يتم تكويره وتجفيفه لاكله لاحقا
    ويمكن اكله مباشره بعد خلط اللبن بالبرغل باردا ويمكن تسخينه على النار يعني (حامي + بارد )
    واضافة زيت الزيتون وقليل من البقدونس للزينه