الرئيسية / كتاب الموقع / مراسم الرحيل

مراسم الرحيل

دعاء العمري

هي سيناريوهات معادة معتادة عند رحيل أو بالأدق عند اقتراب رحيل أي حكومة، تبدأ الهجمات الشرسة على أشخاص كان يقدم لهم الولاء والطاعة، ويفرش لهم السجاد الأحمر، وتصبح كلاماتهم نقوشا يتغنى بها، والكل يرغب بقربهم، فشتان بين البدايات والنهايات.
وينقلب المشهد رأسا على عقب عند النهاية، فتكثر الانتقادات، بل الطعنات، وترتفع الأصوات بالإصلاح، كأن الشارع أبصر بعد دهر، أو تألم بعد طول جور، تضارب المشاهد، والبعد عن المبادئ، والسير وراء المصالح، لم يضع دينا فحسب، بل قتل وطن، وجعله لقمة سائغة لكل طامع طامح، اسقيناهم المهضمات لنساعدهم على ابتلاعنا، رباه على كرم الضيافة، دون النظر للضيف.
واليوم نرى الهجوم على عدد من الشخصيات، لكنه هجوم جبان، لأنه لم يظهر إلا بعد غلبة الظن برحيلهم.
نتمنى أن تكون شخصيات حكوماتنا قوية لتغيير الواقع للأفضل، ففي الوقت متسع وإن ضاق، وفي القلب جرح وإن فاق.
أيها المسؤولون كونوا مسؤولين، ليكتب في صحائفكم كل خير، فالقوي من يغير النواميس المعتادة، لصالح وطن يستحق منا التضحية، لا من ينصاع للأوامر دون تعليق، فالسياسة الهاشمية لا تقمع فكرا، ولا تقتل نهضة، بل تشد على يد المبدع، وتعجب بسماع الحق، وتؤمن أن وجود الأقوياء حماية من الشقاء.