الرئيسية / كتاب الموقع / ليشمل عطف الملك .. م. سليم البطاينة

ليشمل عطف الملك .. م. سليم البطاينة

ليشمل عطف الملك .. م. سليم البطاينة

د.عدنان الزعبي

اذا كان لنا برسول الله الاسوة الحسنة فقد ضرب لنا الامثلة والعبر في التسامح والصفح وترسيخ مفهوم النبوة القائم على المحبة والقناعة والايمان . صفح الرسول عن اهل مكة في فتحها واكرام شيخها ابو سفيان كان سنة ما زال المسلمون يتخذونها مثلا وحجة غاية . , الكلام الذاهب مع الريح و المسافر مع الهواء , لا يمكن ان يكون بمثل من تآمر وخطط وحشد للنيل من هذا الوطن . فقصة هذا الوطن قصة تتكرر ومعاني تصاغ وتتجلى في ذهن الهاشميين الذين عبروا عن مفهوم التسامح بازكى صوره واعظم ابعاده رغم القدرة والامكانية على القصاص والمحاسبة والنيل من اي تجاوز في اللفظ والفعل والتلميح. ,فالهاشميون رفقاء باهلهم وابناء وطنهم , باعتبارهم اصحاب رسالة بنيت على التسامح والعفو والاخلاق العظيمة .. فالوطن وقيادته لا يؤمنان بالسجون ولا المعتقلات , ولاينالون من اصحاب الراي ، او ملاحقتهم, بل ثابتهما التعايش مع الناس بالحوار والفكر والمنطق , فهذا هو سر الاردن ,وهذا اساس البقاء والامن والاستقرار .

من حق زميلي المهندس سليم البطاينه علي وقد عايشته 35 سنه من العمر في العمل الميداني وفي انحاء المملكة كافة , أن اضرع لله اولا ان يمنحة الصحة والعافية , وان اتشفع لدن جلالة الملك العفو والسماح له باعتبارهما سمة من سمات الملوك الهاشميين ‘تطبيقا لقوله تعالى” والكاضمين الغيض والعافين عن الناس والله يحب المحسنيين (133 العمران )

حقيقة لا يمكن ان نقول ان عناك معارضة في الوطن , فاذا كانت هناك وجهات نظر مختلفة ، فانها لا يمكن ان تتطور لمستوى الاساءة او التآمر أومحاربة الوطن . فالاردنيون , يؤمنون بثوابت راسخة ، هي حب ثرى الوطن ، والانتماء له ولقيادته باعتبارها القاسم المشترك الاعظم الذي يحفظ للوطن امنه, والثقة بولاء الناس وهمتهم وعطائهم الخالص للاردن, وقدرة الاردنيين ووعيهم بالحفاظ على عناصر البقاء والنماء والتطور. والمعارضة في الاردن لا تعني التآمر , ولا تعرف في اجندتها التحالف مع الغير على حساب الوطن , فشعار الاردني النابع من عقله وقلبه , الوطن ثم الوطن وقيادته . وما هرطقات الكلام التي نسمعها هنا او هناك لم تكن الا انفعالات ووجهات نظر في غير محلها , كون الساحة الاردنية والمناخ الاردني مفتوح لم يريد التعبير عن الراي او التعليق او النقد , الصادق الصريح الذي يصب في بناء الوطن وتطويرة وتصحيح الاخطاء لا النيل منه والتشهير باعتبارها موضه لمن يريد ان يصل لموقع او مركز وكما نشاهده عبر تقنيات السوشيل ميديا .

تصريحات بعض السياسيين وان اختلفت مع سياسة الدولة في لحظة من اللحظات لا يعني بانهم خارج اطار سرب الوطن او قيادته ,فالعديد من المعارضة لا يرفضون تنصبهم في مواقع حساسة ، رغم معارضتهم للسياسات , باعتبارهم جزء من النظام السياسي العام بالاردن , ولهذا فان تزلفت الكلمات او تعصبت الالفاظ ، فانها لا تعكس حقيقة الواقع التربوي والشعوري والسياسي للشخص خاصة ,اذا خبرناه ولفترات طويله جنديا يكافح ويحارب في العمل الميداني او في الجانب السياسي دفاعا عن وطن , ومحاربا عن امة. فهذا هو سر الاردني اذا كان امتحانه يتعلق بحب الوطن وقيادته . لم نكن في مفاوظات السلام على تواصل مع المراجع حتى نرسم ما يجب ان يقال ، بل كان ولاءنا وانتماءنا ووفاءنا للوطن وقيادته وثقافتنا الاردنية هي القاعدة التي نتحدث بها عن حقوقنا وحقوق الشعب الفلسطيني بل وحق الامة العربية .

لا يمكن لرجل امضى نيف وربعين سنة في الخدمة الحكومية والبرلمانية , ان يكون في ما تبقى من سنين او اشهر او ايام من عمره في غير ذلك حتى ولو شطحت كلماته , او جرفت انفعالته حقيقة ما هو فيه , خاصة وان عبقرية السياسة الاردنية تكمن في تغلغل مفهوم التسامح والابوية التي غرسها الهاشميون في انظمة حكمهم فدموع الاطفال ونداءات الاباء والامهات ثقيلة على النفس خاصة ونحن في الشهر المبارك وفي ايام التوبة والغفران .

2 تعليقات

  1. يا حبذا وضع تعليق غيض من فيض بدل المقالة لتعم الفائدة

  2. غيضٌ من فيض

    إن حالة الفقر التي كانت تمر بها الصين في عهد “ماوتسي تونج” لم يكن لها علاقة بطبيعة الثقافة الصينية، وإنما يرجع السبب الى الطريقة الكارثية التي كان يتبعها في تنظيم الاقتصاد والسياسات.
    قام “ماو” في الخمسينيات بالدعوة إلى إنطلاق “الثورة الثقافية” والتي أفضت إلى إطلاق يد البوليس السرّي لإضطهاد أصحاب الفكر والمثقفين، ولقد أدى هذا إلى نشر الرعب بين أفراد المجتمع، وإهدار هائل للمواهب والموارد التي كان يملكها الصينيون، بسبب إنعام ثقة الشعب في مؤسسات الدولة، وزعزعة ثقة أفراد الشعب بعضهم ببعض، وتدمير روح الانتماء للوطن عند الأفراد، وتحويلهم إلى عاجزين وكسالى وناقمين على النهج الاقتصادي والسياسي الذي يورثهم الفقر.
    بينما، بالمقابل فإن الشعوب التي كان يحكمها القانون وحرية الرأي والمساءلة التشريعية كان أفرادها يتمتعون بمعنويات وطنية عالية، وإنتماء يدفعهم للعمل والإنتاج وبناء الؤسسات الوطنية التي شغلت الآلآف وأتاحت لهم فرص الإبتكار وزيادة الانتاج بما كفل لهم حياة كريمة ودفع بأوطانهم للنمو والازدهار.
    سليم البطانية لم تشطح كلماته ولا جرفت إنفعالاته ولم يزل لسانه، ولكنه ينطق بما يملي عليه فكره الحرّ وسيرته في المقارعة كفروسية أجداده، وشجاعته وغيرته على الأردن، وهذه هي المحاكم المدنية فلتقدموه لها إن كنتم رجالاً مثله، لنرى أي قانون خرق.
    أما خجلتم من الطريقة التي أعتقل بها سليم البطانية؟
    وكأنه زعيم مافيا مسلح له أعوان ومتحصن في وكر عصابات، وسليم ستيني لا يملك إلا قلمه وفكره.

    يا حيف .. بس وأخ يا حيف!

    عندما يستقوي الفاسدون بالدولة وأجهزتها والبلطجة على الشعب!