الرئيسية / منوعات / كيف أتعامل مع طفلي لو أساء التصرف أمام الناس؟

كيف أتعامل مع طفلي لو أساء التصرف أمام الناس؟

قد تلاحظين بعض التصرفات العدوانية والمحرجة من طفلكِ، ما يصيبك بالقلق، خاصةً إذا كانت هذه التصرفات موجهة ضدكِ، وقد تعتقدين أنه لا يوجد طفل يتصرف بهذا الشكل وتشعرين بالحرج الشديد أمام الناس، ولكن هذا ليس صحيحاً؛ لأن الغضب جزء طبيعي من تطور الطفل، وهنا يأتي دوركِ كأم لمساعدته في تعلم كيفية التعبير عن هذا الغضب الذي بداخله بشكل صحيح، وذلك عن طريق البحث عن الأسباب؛ فقد يكون منزعجاً من شيء ما أو إنه يحاول أن يؤكد استقلاله، أو يريد مزيداً من الاهتمام، أو إنه متعب أو مصاب بالملل أو مستثار بشكل زائد.

ولذلك سنعرض عليكِ في هذا المقال كيفية التعامل مع هذه المشكلة:
ابتعدي مبدئياً تماماً عن التعامل مع هذه المشكلة بالضرب أو الإهانة أمام الناس، أياً كان ما فعله، حتى لا تجرحي كرامته، لأن هذا التصرف سيء جداً على نفسيته، ولكن حاولي أن تتحدثي معه بمفردكما، فهو له مشاعر أيضاً، وحساس للتوبيخ، خاصةً أمام الناس.

تكلمي مع طفلكِ، وتفهمي ما يزعجه واسأليه عن سبب فعله، لأنه غالباً ما يكون هناك سبب غير واضح لكِ وراء هذا التصرف، فإذا أمكنكِ مخاطبته بطريقة مباشرة، سيشعر بتحسن وسيتوقف عن هذا الأسلوب العدواني، فبحديثكِ معه سيعبر عما بداخله، وتقل لديه الحاجة للتعبير بالغضب والتصرفات المحرجة لكِ أمام الآخرين.

لا تتركيه لساعات طويلة دون أي اهتمام، فهذا يشعره بالإهمال ويؤثر فيه، فيصبح أكثر عِناداً ومشاكسة، وبالتالي ربما يعاني من اضطرابات نفسية ومن مشاكل في النطق، وغير ذلك.

لا تعاقبيه أو تعلقي على أفعاله أمام الناس، ولكن لا تتجاوزي عنها فيعتاد على أن هذه التصرفات عادية، وعندما يعود إلى المنزل، اشرحي له الوضع والأفعال والمواقف، التي كان لا بد من التعامل معها بشكل مختلف، حتى يكون ذلك تقويمًا له أكثر من العقاب أو التوبيخ، وأيضًا حتى لا يعاود فعلته مرة أخرى.

حاولي أن تكوني حليفة لطفلكِ وبجانبه، وذلك على الرغم من غضبكِ منه، وكوني متعاطفة معه وأظهري له ذلك، وقولي له إنه محبوب، ولكن عليه أن يغير من سلوكه العدواني ويمتنع عن هذه التصرفات السيئة.

لا تقولي له “أنت طفل سيئ” وتجرحيه.

ساعديه بوضع حدود له، لمعرفة أن هناك فرق بين الغضب وهو مقبول لأنه شعور طبيعي، وبين السلوك العدواني والتصرفات المحرجة وغير المبررة أحياناً، وسوف تساعدكِ بالتأكيد رغبته في الحفاظ علي حبكِ وإسعادكِ، لكن تطبيق هذه الخطوة قد تستغرق منكِ وقتاً، وتتطلب التكرار والصبر والتنبيه عدة مرات.

حاولي أن تزيدي من ثقته في نفسه من خلال حبكِ له، وعبري له عن ذلك، فبهذا سيشعر بأنكِ تفهمينه وتحبينه، ولن يحتاج إلي أن يسيء السلوك أو يظهر سلوكاً عدوانياً اتجاهكِ أمام أحد، ما يتسبب في إحراجك.

وفي النهاية، اعلمي أنكِ كلما كنتِ أقرب من طفلكِ بالتودد والحب والتفاهم، ستتجنبين الكثير من المشاكل التي قد يتعرض لها طفلكِ، سواء كانت نفسية أو أي نوع من أنواع المشاكل الأخرى، فقط احرصي على الاهتمام.