ساعة مي

 

مصطفى الشبول

منذ حوالي العام أو أكثر وسيارات إحدى المنظمات تحوم وتزور المنازل من اجل تمديد اشتراكات وساعات مي للمنازل مجاناً أي على نفقة المنظمة ، حيث تبدأ الزيارات بدراسة الحالة ودراسة وضع المنازل إن كانت ملك أو مستأجرة ، فيُطلب من صاحب البيت الأوراق اللازمة من سند تسجيل (قوشان) ومخطط أراضي ومخطط موقع وترسيم وأذن أشغال وصورة عن الهوية الشخصية ، وكلها يجب أن تكون حديثة ( ابن يومه ) … وهذه الأوراق تتطلب دفع رسوم (سعرها) وتسديد ما عليك من ذمم مسقفات وإنشاءات …الخ للبلدية ، المهم بعد الحصول عليها (ودفع المبلغ الفلاني) يتم إرسالها إلى مكاتب المنظمة لدراستها وتدقيقها، وبعد مضي شهر تقريباً يتم الاتصال مع الشخص من أجل توقيع العقد مع المنظمة لإرسال المعاملة إلى سلطة المي ، وبعد شهر أو شهرين يتم الاتصال من سلطة المي لعمل براءة ذمة والمشكلة يُطلب منك تسديد الذمم المترتبة على الأبنية الموجودة على القطعة نفسها والمترتب عليها تسديد اشتراكات المي ( يعني أني شو دخلني بفلان اللي صار له عشر سنين مش دافع ) ، وتبقى المعاملة عالقة حتى يتم التسديد ، فتضطر تذهب إلى الشركاء في القطعة من أجل التسديد وتترجاهم بدفع الذمم، وكل ذلك على عشان ساعة المي ،وبعد الوساطة مع السلطة من أجل دفع نصف الذمم وبوس لحية الشريك مشان يدفع أو حتى يعترف لك بالمبلغ إذا دفعته عنه، يتم إدراج المعاملة والموافقة عليها ، وبعد حوالي شهر يتم الاتصال معك من قبل موظفة المنظمة من أجل التوقيع على أوراق لتقديمها لسلطة المي (سرّيّ مرّيّ) …وما زلنا ننتظر التمديد على أرض الواقع ولا نعرف ماذا يطلب بعد .
سبحان الله كيف لو أنه رزق العبد على العبد ، الناس بتموت من الجوع ، ربنا كبير بيوم ونص ومنخفض مرتب البئر امتلأ مرتين ورأس مال الشغلة مزراب بليرتين مصاري ولا روح على فلان ولا ادفع الذمم عن فلان …
يعني من كل عقلك لو ركبت ساعة المي رح تيجي المي مثل ما بدك ، والمصيبة باللي مفصّلين مفاتيح ومفكات لمحابس المي وبلعبوا بالدور و بعتدوا على أدوار الناس وحقهم من المي ، والمشكلة بتلاقيهم بالصف الأول بالمسجد، وبِقَوّم باصات للعمرة.