الرئيسية / كتاب الموقع / رمضان الرواشدة يكتب.. العلاقة الاردنية السورية

رمضان الرواشدة يكتب.. العلاقة الاردنية السورية

العلاقة الاردنية السورية

رمضان الرواشدة

لا تسير العلاقة الاردنية السورية الى الاحسن ،بل ما زالت تراوح مكانها ،رغم ان الجغرافيا لن تتغير وان هناك مصلحة لعمان في وجود علاقة جيدة مع الدولة السورية كما هي مصلحة دمشق في وجود علاقة طبيعية سياسية واقتصادية وتجارية مع عمان.

يعرف اخوتنا في سوريا ان الموقف الاردني منذ بداية الازمة السورية عام 2011 كان المنادة بالحل السياسي والسلمي وان الشعب السوري بكل مكوناته هو من يقرر شكل مستقبله وهوية دولتة وليس الجماعات الارهابية التي جرى تجميعها من كل انحاء العالم .

لقد اتخذت القيادة الاردنية قرارا سياسيا واستراتيجيا بعدم التدخل في سوريا وعدم زج الجيش الاردني في الحرب الدائرة هنالك رغم ضغوطات كثيرة تعرض لها الاردن من الاصدقاء ، ورغم اغراءات كثيرة تعرض لها الاردن من الاشقاء ، بما فيها دفع مليارات الدولارات ، لكنه بقي صامدا ،واثبتت الايام صوابية الخيار الاردني في هذا الشأن.

قبل اشهر جرى افتتاح معبر جابر – نصيب الحدودي وعاد الاردنيون الى التدفق الى دمشق وغيرها من المدن السورية وعادت حركة البضائع الى طبيعتها رغم بعض العراقيل من الجانبين التي تتعلق برسوم فرضت على الشاحنات الاردنية وقرار عدم استيراد بعض البضائع من سوريا.

للاردن، كما هي سوريا ، مصلحة في بقاء هذا الشريان الحيوي معبرا للتجارة الاردنية الذاهبة الى اوروبا عبر تركيا والى لبنان كما هي مصلحة سورية بعبور البضائع الى دول الخليج حتى انها مصلحة لبنانية تحدثت عنها قيادات لبنانية لتوريد البضائع والخضروات اللبنانية الى دول الخليج.

ان محكومية الجغرافيا تدفعنا جميعا الى الارتقاء بعلاقاتنا الى افضل مما هي عليه فسوريا جار شقيق في شمال الاردن والاردن جار جنوبي لسوريا لا يمكن الاستغناء عنه . لهذا وجب على القيادات السياسية ان تعمل من اجل علاقة افضل .

صحيح ان وفودا برلمانية اردنية زارت سوريا مؤخرا ولمست وجود نية لتطوير العلاقات مع الاردن كما بادر رئيس مجلس النواب الاردني عاطف الطراونة الى دعوة رئيس مجلس الشعب السوري الى عمان لحضور اجتماعات البرلمان العربي.

لكن فوق كل ذلك ما زالت الامور ليس كما نحب ويبدو ان هناك بعض الاشخاص ،منهم كتاب يكتبون في صحف يومية شقيقية ،يريدون دوما توتير العلاقات الاردنية مع سوريا بحجج واهية ويدعون الى عدم زيارة سورية ، بحجة انها ليست آمنة وانه جرى اعتقال بعض الاردنيين هناك.في المقابل في سوريا هناك دبلوماسيون سبق ان اثاروا الاشكاليات مع الاردن بكتاباتهم التي لا معنى لها سوى توتير العلاقة مع الاردن.

من مصلحة الاردن وسوريا ان تتطور العلاقة السياسية بين البلدين والباقي تفاصيل ،سيجري حلها مع الوقت .المهم ان تكون هناك ارادة سياسية من الجانبين لتطوير هذه العلاقة التي تصب في مصلحة الشعبيين العربيين الاردني والسوري.