الرئيسية / كتاب الموقع / ذكريات سنة الكورونا.. عندما يصبح الموت بلا رهبة

ذكريات سنة الكورونا.. عندما يصبح الموت بلا رهبة

 

بسام السلمان

افتقدنا اللحم الابيض بعد عدة ايام من الحظر، واشتاقت النفس لرؤية الدجاج حيا او منتوفا فلقد انتهى المخزون الاستراتيجي من اللحوم البيضاء لدرجة انني كنت انوي القيام بعملية انزال على خم الدجاج البياض في ساحة منزل جاري علاء الشقران، وفي صباح ذات يوم من ايام الحظر اتصل بي الصديق فوزي الحمد “ابو سامي ” ليخبرني ان هناك تهريبة دجاج وان صاحب احدى المزارع يؤمن لنا الكمية التي نرغب بشرائها مؤكدا ان الدجاج يصل مذبوحا منتوفا مقطّع جاهز للطبخ، فرحت جدا بهذا الخبر وطلبت ان يحسب حسابي بدجاجتين من اجل طبخ المقلوبة او الكبسة او ما شابهها من الطعام.

ولان كل ممنوع مرغوب شعرت بطعم لذيذ للمقلوبة رغم اني لست من المعجبين فيها، وعلى ذكر الممنوع والمستباح فان خلال سنة الكورونا ازداد عدد الوفيات في الرمثا حتى اصبح الموت وضعا عاديا لا هبة له.

ولقد منعنا الفيروس اللعين من المشاركة في كثير من الجنازات وحرمنا مشاركة الاقارب والأصدقاء وأبناء المدينة مصابهم في الموت بسبب المنع وخوفا من انتقال الفيروس من خلال التقارب والملامسة وأحيانا التقبيل والتبويس.

ومازال الموت في ازدياد وما زال الكورونا يمنعنا من مشاركة اهل الميت في العزاء

بسام السلمان