الرئيسية / كتاب الموقع / عائلاتنا إلى أين تسير

عائلاتنا إلى أين تسير

”  عائلاتنا إلى أين تسير ؟

عائلاتنا إلى أين تسير؟ ونحن في زمانٍ ‎طريقنا مملوءة بالذئاب المفترسة، وقافلة البيت ‎تسير بمفردها، إلى أين؟

‏‎تيَّقظوا، لن يبق شيء اسمه الأسرة كما يخَطَط لنا، ‏‎إلى أين نسير؟

بيتٌ خالٍ من المشاعر، جوجل متخم بالمشاعر والحب.

‏‎بيتٌ كل فرد فيه دولة مستقلة، منعزل عن الآخر، ‏‎ومتصل بشخص آخر، خارج هذا البيت‏، لا يعرفه ولا يقربه.

‏‎بيتٌ لا جلسات لا حوارات، لا مناقشات لا مواساة.

تيقَّظوا، ‎هكذا بيوت العنكبوت واهية.

‏‎الأب الذي كانت تجتمع حوله العائلة، تبدل ‏‎وصار (راوتر).

‏‎الأم التي كانت تلملم البيت بحنانها ورحمتها، تحولت وصارت واتس آب، ‏‎في بيوتٍ الكل مشغول عن الكل.

‏‎إلى أين نسير ؟

‏‎الأبناء تحولوا من مسؤولين إلى متسولين، ‏‎يتسولون كلمة إعجاب من هنا، ومديح مزيف من هناك، وتفاعل من ذاك وهذا وهذه.

‏‎زمان أصبحنا نستجدي فيه الحنان من الغريب، بعدما بخلنا به على القريب.

‏‎إلى أين نسير؟

الزوجة تعلق على كل منشورات الرجال الغرباء، ‏‎وتعجب بصورهم الشخصية، وزوجها بجانبها يترقب منها كلمة إعجاب.

و‏‎زوج يلاطف هذه ويتعاطف مع تلك،  وهن غريبات بعيدات،  وزوجته بالقرب منه ولكنها لم تسمع عطفه ولا لطفه.

‏‎إلى أين نسير ؟ 

أم تراقب كل العالم في مواقع التواصل، ‏‎لا يمر منشور إلا ووضعت بصمتها عليه، ‏‎ولكنها لا تدري ماذا يوجد في

بيتها،  ‏‎وهل لها بصمة في سكينته ومودته؟

‏‎أب يهتم بكل مشاكل العالم، ويحلل وينظر لكل أحداث الأسبوع، وهو لا يعلم ماذا يدور في بيته، ولا يستطيع تحليل الجفاف العاطفي والروحي في بيته.

‏‎إلى أين نسير؟

أم يحزنها ذلك الشاب الذي كتب ( إني حزين ) ‏‎وهي لا تدري أن ابنتها غارقة بالحزن والوحدة،  ‏‎تتأثر لقصص وهمية يكتبها أناس وهميون.

‏‎والد يخطط لنصيحة شابة تمر بأزمة نفسية،  ‏‎وهو لا يهتم بابنته التي تعيش في أزمات.

‏‏‎ابن معجب بكل شخصيات الفيسبوك ‏‎ويراها قدوة له، ويحترمها ويبادلها الشكر لما ينشرونه، ‏‎ووالده الذي تعب لأجله ‏‎لم يجد منه كلمة شكر ولا مدح.

‏‎ولمَ هكذا صار المصير؟

لأننا نبحث عن رسالتنا خارج البيت،  نريد أن نؤدي رسالتنا خارج أسوار البيت، ‏‎مع الآخرين،  ‏‎مع البعيدين، ‏‎مع الغرباء،  مع من لا نعرفهم.

ما الحل وما العلاج؟

أن نتيقن أن الرسالة الحقيقية هي التي تبدأ من البيت،  ‏‎رسالتنا تبدأ من بيوتنا وفي بيوتنا ومع أهلنا، ‏‎ولنعلم أننا عندما نعمل على أداء رسالتنا في البيت ‏‎قبل الشارع ستنتهي أكثر مشاكلنا”.

الكاتب مجهول

تعليق واحد

  1. مس سمية الجهماني

    جميل
    شكرا لادارة الرمثا نت على النشر