الوباء والكشف عن القيم الإنسانية
الدكتور مأمون بني يونس
لعل فيروس كورونا الخطير كشف عن الكثير من القيم الإنسانية النبيلة والتي هي مخزونة في فطرة الإنسان :
– إن هذا الخطر الداهم يهدد الإنسان والمجتمع بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين ، وبالتالي فإن صنع الحضارة والرقي يقع على عاتق العقل البشري (الإنسان) ، الذي يعترف بالإختلاف ويحترم الآخر.
– كشف هذا الوباء الخطير أن الدعوة للمحافظة على الثوابت الثقافية للمجتمعات لا تتعارض مع التفاعل الحضاري الراقي للثقافات الأخرى ، والإستفادة من الجوانب الإبداعية والتكنولوجية لديها ، والتي نعبر عنها بالدعوة إلى التوفيق بين الأصالة والمعاصرة.
– إن ظاهرة التشاركية بين فئات المجتمع ومؤسساته المختلفة قد كشف عنها هذا الوباء ، وكشف أن ثمة أدوار تقع على عاتق أفراد هذه المؤسسات إبتداء من الأسرة (المؤسسة الاجتماعية الأولى) وأفراد المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية ، تعززها القيادة التي تمثل القدوة في التعلم، والتي عبرت الدولة الأردنية عن الصورة الحقيقية لهذه الحالة.
– وكون هذا الوباء الخطير والمصنف بالوباء العالمي، فإنه يهدد الوجود البشري بغض النظر عن الجغرافيا والتاريخ للفئات البشرية التي تمثل دولا وأقاليم واتحادات دولية وحتى القارات ، ما يستدعي السعي لتحقيق نظام عالمي جديد أكثر محبة وسلام وإيجابية ، وتلك كانت الدعوة من لدن جلالة القائد الملك عبدالله الثاني إبن الحسين منذ (مؤتمر سوتشي الروسي) في ٣-١٠-٢٠١٩.
متعنا الله بقيمنا الإنسانية النبيلة ، وحمى الله الشعب والقيادة الحكيمة على عرش الإنسانية لمكافحة ” كورونا “