الرمثا عمان وبالعكس

 

بسام السلمان

خلال زيارتي لجريدة الرأي قبل أيام ركبت من امام مبنى الجريدة سيارة تكسي، التكسي الأصفر، واذكر انني خلال عملي في عمان مندوبا لإحدى الصحف الأسبوعية، كنت مندوبا لمجلس النواب الحادية عشر في عام 1993 ، ذلك المجلس الذي لن يتكرر، اذكر انه كان من الصعوبة بمكان ان تجد سيارة من ذوات اللون الأصفر ومن المستحيل ان يتوقف لك سائق ما رغم عدم وجود ركاب معه، وكنا نمشي نصف المسافة من الشميساني الى قاع المدينة حتى يتفضل علينا احدهم بالتوقف، اما الان وبعد وجود سيارات التطبيقات الحديثة اصبح سائقو السيارات ذات اللون الاصفر يزمر لك ويلطش بالضوء حتى للطير الطاير، وبعد ان تركب معه يسألك “هل بتضايق من الدخان؟”

ليس هذا موضوعنا، شغل السائق الراديو على محطة عمان وكان وزير المالية يقدم مشروع الموازنة العامة للدولة امام مجلس النواب، وعندما قال معاليه: ان التهرب الضريبي….” قال السائق بحملوا فشلهم وفشل الحكومات المتواصل للمواطنين، وكأنه  لا يوجد إلا التهرب الضريبي.

الوضع الاقتصادي ووزير المالية وبشرى عدم رفع الضرائب كان حواري لدقائق مع سائق التكسي الاصفر والذي قال: ركبت معي سيدة ولأنها لا تملك اجرة الطريق بكت جدا وعرضت اي شيء، اي شيء مقابل ان اوصلها الى المستشفى مع طفلتها.

وقال: صديقي خريج من احدى الجامعات الاردنية دكتور صيدلة ومنذ خمس سنوات وهو يبحث عن عمل وأخيرا اهتدى لعمل خاص به دمره ودمر صحته، اصبح مدمنا على المخدرات.

وخلال عودتي من مجمع الشمال الى الرمثا مع سائق سرفيس الرمثا عمان كان معنا احد موظفي الدولة، لم يدفع الاجرة فاعتقدت انها رشوة، ولما نزل على دوار الرمثا قال السائق: لا يوجد معه اجرة الطريق، يعني سجل على الدفتر، دين لأخر الشهر.

وقال لي: بالأمس جاء احد الركاب يريد العودة الى الرمثا ولا يوجد معه قيمة اجرة السيارة كاملا، وطلب ان نوصله الى الرمثا بما يملك من مبلغ وهو اقل بربع دينار عن الاجرة.
حالات الفقر تزداد وتكبر في الوقت الذي يزداد فيه الاغنياء عددا وعدة وبطرق مشروعة وغير مشروعة، ووزير المالية ما زال يحلم بالتهرب الضريبي والذي لا يمارسه  إلا اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة لان اصحاب الدخل المحدود يتم خصم الضريبة مسبقا، وأما عن رفع الضرائب التي بشر بها معالي وزير المالية فكما قال لي سائق السيارة الصفراء: ما ظل اشي ما رفعوه، حتى رجلينا رفعوهن لضرب العصي.