الرئيسية / كتاب الموقع / إغلاق المساجد

إغلاق المساجد

دعاء العمري

لطالما كانت ظاهرة إغلاق المساجد حاضرة في التاريخ الإسلامي مع اختلاف السبب، ففي مراحل ضعف الدولة الإسلامية لم تغلق فقط بل هدمت، وحولت لكنائس، وبيع أما قبلة المسلمين الأولى فقد حول لإسطبل حتى حرر في عهد صلاح الدين الأيوبي، وهو اليوم تحت الاحتلال الصهيوني، تشدد إجراءات دخوله، ويضيق الخناق على المقدسين، لكنهم ما زالوا مرابطين، لنصرة الدين.
واليوم اعتصرنا الألم لإغلاق مساجدنا بسبب الفيروس، ليشعر كل حر بواجبه تجاه الأقصى، وحتى لا ينسى حقا مغتصبا، ويرفض التطبيع بكافة أشكاله، واختلاف راسميه.
اجتهد الوزير بالإغلاق بناء على معطيات، إقتنعنا بها أم لا، لكن الحكيم من يجعل من الحاضر دستورا للمستقبل، فلا يقبل بتنازل عن حق، ولا يبدي طاعة لمن عق.
فلو كان إغلاق المساجد من التطبيع الأصغر، فواجبنا مواجهة الأكبر، بالدفاع عن الدين، والتمسك بالأقصى، واعتبار الغلق للمساجد بالأردن المبرر بالاجتهاد حفاظا على الأرواح، رغم الاعتراض على فتح المقاهي والأسواق، من الذب عن الدين، ورفع الشبهات التي يستغلها الأعداء في محاولاتهم البائسة للنيل من الإسلام، تأكيدا على أن العلم يدعو للإيمان بالواحد المنان.
ونأمل من وزارة الأوقاف إن ارتأت أن فتح المساجد مطلب شعبي شرعي لا يعارض فقها واقعيا، باجتهاد آخر وفق ما تطلبه الحاجة، فنحن معها، وإلا فالاجتهاد الأول باق، بمسوغاته الشرعية.